التربية

التربية الخاطئة وأثرها على نفسية الطفل

التربية الخاطئة وأثرها على نفسية الطفل
كتب بواسطة: مقال بقلم: دكتورة إيمان عنتر

2024-01-24

إن للتربية الخاطئة تأثير بعيد المدى على نفسية الطفل، كما تلعب الوسيلة التربوية التي يتربى بها الطفل في سنواته الأولى دورا هاماً في التأثير على تكوين شخصيته، فإن كان الأسلوب التربوي خاطىء بالتعامل مع الطفل يترتب على ذلك تعرضه للاضطرابات النفسية التي ستؤثر دون شك على صحته النفسية في المستقبل.

من أهم الأخطاء بالتربية هي:
- الحماية الزائدة: خوف الوالدين الزائد على الطفل قد يدفعهما إلى عدم إعطاء الطفل حرية التصرف مثل أخذ أي قرار بالنيابة عنه والدفاع عنه إذا تعرض إلى أي موقف مثل الدفاع عنه إذا تعرض لمشكلة معينة مع زملائه بالمدرسة، أو حل واجباته المدرسة بدلاً من أن يحلها هو بنفسه، والتدخل بكل شؤون حياته حرصاً على حمايته.

هذا الأسلوب الخاطىء بالتربية قد يجعل شخصية الطفل ضعيفة، فهو غير قادر على حل مشكلاته بنفسه ويحتاج للمساعدة دائماً والتدخل من الآخرين، فيصبح الطفل لا يثق بقراراته بل يثق بقرارات الآخرين له.

- الدلال الزائد: وهذا الأسلوب يعتمد على تلبية جميع رغبات الطفل، والتساهل معه بكثير من الأمور الأخلاقية والدينية والاجتماعية، وعدم توجيهه وتصحيح السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها الطفل.
ومن نتائج هذا الأسلوب الخاطىء مع الطفل أنه ينشأ غير قادر على تحمل المسؤولية، وأن الآخرين يجب عليهم أن يقوموا بتلبية جميع ما يريده، ويغضب إذا انتقده الآخرين كما يعتقد بأنه لا يقع بالأخطاء ولكن الآخرين هم من يرتكبون الأخطاء، وعندما يكبر ويتزوج يحمل شريكه كامل المسؤولية.

- التذبذب بالمعاملة مع الطفل: عدم استخدام نفس الأسلوب التربوي مع الطفل من قبل الأم والأب، قد يعاقب الأب على سلوك معين للطفل، بينما قد تتساهل الأم مع الطفل إذا صدر منه نفس هذا السلوك.
ومن نتائج هذا الأسلوب أن تصبح شخصة الابن مزدوجة بالتعامل مع الآخرين، تارة يكون حنون بالتعامل مع الآخرين وفجأة قد يتحول إلى شخصية قاسية من دون سبب واضح.

- التسلط والسيطرة والتحكم في رغبات الطفل: وهو إجبار الطفل على عمل كل ما يريده منه أحد الوالدين مع عدم إعطائه فرصة حتى يختار ما يريده أو الأخذ برأيه بما يحب أن يفعل فهو عليه أن يلبي رغبات الوالدين فقط.
ومن نتائج هذا الأسلوب أن تصبح شخصية الابن خائفة ومتوترة باستمرار ويصبح لديه خجل زائد من الآخرين ويفقد الثقة بالنفس، وممكن أن يصبح عدواني لا يحب الخير للآخرين لأنه لم يشعر بالحرية منذ الطفولة.

- الإهمال وعدم تشجيع الطفل وتحفيزه: وهذا الأسلوب يعتمد على عدم تشجيع الطفل على السلوك الصحيح وتحفيزه وتركه وعدم الاهتمام به بسبب انشغال الوالدين عنه.
ومن نتائج هذا الأسلوب بالتعامل مع الطفل ظهور بعض الاضطرابات السلوكية عند الطفل مثل العنف والعدوانية والعناد بالتعامل، أو السرقة والتبلد اللاانفعالي وعدم الاهتمام لأوامر الوالدين.

- نقد الطفل باستمرار وتحقيره والتقليل من شأنه والتركيز على أخطائه وإشعاره بأنه غير محبوب.
ومن نتائج هذا الأسلوب يصبح الطفل انطوائياً غير واثق من نفسه، ومتردد عند القيام بأي عمل خوفاً من أن يحرم من حب والديه، ويصبح لديه كره لذاته وعدوانية تجاه نفسه.

- عدم المساواة بالتعامل مع الأبناء والتفضيل بينهم بسبب أن أحدهم أذكى وأجمل، أو تفضيل الذكور على الإناث أو الأصغر على الأكبر.
ومن نتائج هذا الأسلوب أنه يؤثر على نفسية الأبناء وشخصيتهم فيصبح لديهم حقد وحسد تجاه الآخرين، أو يصبح لديهم شخصية نرجسية في المستقبل.

- القسوة والجفاف العاطفي بالتعامل مع الطفل وعدم إشباع حاجته النفسية للحب الغير مشروط الذي ينتظره من الوالدين، ظناً من الأهل أن هذا الأسلوب يجعل من الطفل شخصية قوية بالمستقبل.
ومن نتائج هذا الأسلوب أن يصاب الطفل بالأمراض النفسية منها شعوره بالنقص وأنه غير محبوب ومقبول من الآخرين، وسيبحث الأبناء عن الحب خارج المنزل وستكون عواقب هذا الأمر خطيرة خاصة على الإناث في مرحلة المراهقة.

هذه الأمور من أهم الأساليب التربوية الخاطئة التي يجب على الأهل تجنبها حتى ينشأ الأبناء بصحة نفسية سوية خالية من الأمراض والاضطرابات النفسية.

التعليقات

ابتسام:

بارك الله بكم

ميساء:

مقال مهم جزاك الله خيرا